ولد الفيلسوفُ والطبيبُ الإنجليزيُّ جون لوك سنة 1632، وعلى الرغم من أنه كان يعملُ طبيبًا لسنوات عديدة، إلّا أن شهرته مشتقّة من سلسلة من الكتب؛ وخاصة رسائله التي يشغل التسامح محورها، ورسالته عن الحكومة. وقد توفي سنة 1704، عن عمرٍ يناهز 72 عامًا.
يُعدُّ من أكثر مفكري عصر التنوير نفوذًا وتأثيرًا، ثم إنّه يُلقّب بلقب أبو الليبرالية. أيضًا، يُعدُّ لوك واحدًا من بين أوائل التجريبيين البريطانيين وتابعًا لتقليد السير فرانسيس بيكون، وقد كانت أعماله مهمة بالنسبة لنظرية العقد الاجتماعي. أثّر عمله بشكل كبير على تطوّر نظرية المعرفة والفلسفة السياسية، كما أثّرت كتاباته على فولتير والعديد من مفكري عصر التنوير الاسكتلنديين والثوريين الأمريكيين. وتنعكس مساهماته في الجمهورية الكلاسيكية والنظرية الليبرالية انعكاسًا واضحًا في إعلان استقلال الولايات المتحدة.
تأسسّت نظرية لوك السياسية بالاستناد إلى نظرية العقد الاجتماعي. وعلى عكس توماس هوبز؛ اعتقد لوك أن الطبيعةَ البشرية تتميز بالعقل والتسامح. لكنّه يوافقه الإيمانَ بأنّ الطبيعة البشرية تسمح للناس بأن يكونوا أنانيين. في حالة الطبيعة كان جميع الناس متساوين ومستقلين، وكان لكل فردٍ الحقَّ الطبيعي في الدفاع عن “حياته وحريته وممتلكاته”. يتتبع معظم الباحثين عبارة “الحياة والحرية والسعي وراء السعادة” في إعلان الاستقلال الأمريكي، إلى نظرية لوك للحقوق، على الرغم من أنه قد تم اقتراح أصول أخرى.
ومثل هوبز، افترض لوك أن الحق الوحيد في الدفاع عن النفس في حالة الطبيعة لم يكن كافيًا، لذلك أنشأ الناس مجتمعًا مدنيًا لحل النزاعات بطريقة مدنية وبمساعدة الحكومة في حالة المجتمع. كما دعا لوك أيضًا إلى الفصل بين السلطات، ورأى أن الثورة ليست مجرّد حق بل التزام في بعض الظروف؛ سيكون لهذه الأفكار تأثير عميق على إعلان الاستقلال ودستور الولايات المتحدة الأمريكية.
- إعداد: محمد مطيع.
- تدقيق لغوي: نور عبدو.
ترقبوا باقي المقالات حول جون لوك قريباً.
thanks it is very good