in

عندما تؤثر الكلمات الإيجابية سلبيًا على الطلاب

هل يمكن أن تضر الكلمات الإيجابية الطلابَ اليوم؟

طيلةَ سنواتٍ، لاحظت تأثير كلمات القادة والمدرسيّن والآباء. غالبًا؛ عندما نتحدث فإننا نفكر فقط في ما نشعر به أو ما نفكر فيه في لحظة الكلام، وليس في كيفية تأثير هذه الكلمات على أبنائنا؛ سندرك لاحقًا تأثير هذه الكلمات في عقلية مستمعينا. يقول صديقي آندي ستانلي Andy Stanley: “تزن كلمات القائد ألف باوند”.

قبل عدة أشهر، تكلّمت بحدّة مع أحد زملائي، كانت كلماتي مباشِرةً وقاسية؛ لم أكن راضيًا عن تطور الأمور في موقفٍ معين، وازداد سوء تقديري للأمر بسرعة شديدة. بعد أسبوع، تناقشت مع زميلي بما قلته، واكتشفت كيف أثّرتُ عليه سلبيًا؛ تعهدت أن أكون أكثر حذرًا في كلماتي، خاصةً عندما أكون منهكًا.

اليوم، سأطرح سؤالًا متناقضًا حول كلماتنا.

هل يمكن أن يكون للكلمات الإيجابية تأثيرٌ سلبي؟

نعلم جميعًا أنه يمكن أن يكون لكلماتنا السلبية تأثيرٌ ضار على الطلاب، ولكن ماذا عن الكلمات الإيجابية؟ يمكن أن تكون هناك أي نتائج عكسية وغير مقصودة عندما نتحدث بكلمات تبدو ظاهريًا مشجعة للأبناء؟ إذا صح ذلك، فكيف يمكن التراجع عن هذه النتائج السلبية؟

منذ نحو ثلاثين عامًا، سمعت أن الآباء والمعلمين يستخدمون التحفيز الحر مع الطلاب، آملين أن يؤدي ذلك إلى زيادة ثقتهم بنفسهم واحترامهم لذاتهم. قلنا أشياء من مثل:

  • أنت مميز.
  • أنت طفل ذكي.
  • أنت جميل.
  • عمل رائع.

كان لجميع هذه العبارات، رغم أنها تبدو إيجابية تمامًا، تأثيرٌ عدائي على الأطفال. عند تكرار هذا الكلام، يمكن للطلاب استنتاج الاستنتاجات الخاطئة والبدء في تخريب تطورهم.

ماذا يحدث مع الطلاب اليوم؟

سأعرض الآن نتائج مجموعات التركيز حيث سُئِل الطلاب الذين قيلت لهم عبارات مشابهة لما سبق عن استنتاجاتهم وسلوكهم الناتج:

  • في أغلب الأحيان قد يشعر الطلاب الذين قيل لهم باستمرار “أنت مميز” منذ سن مبكرة جدًا بأنهم يستحقون امتيازات أو مزايا خاصة نتيجةً لذلك.
  • يمكن أن يستنتج الطلاب الذين قيل لهم باستمرار “أنت ذكي” منذ سن مبكرة جدًا، بأنه: “إذا كنتُ ذكيًا جدًا، فلا ينبغي عليَّ أن أبذل قصارى جهدي“.
  • يمكن أن تتساءل الطالبات اللواتي قيل لهن باستمرار “أنتِ جميلة!” منذ سن مبكرة، لماذا لا يطلب جميع الشباب منهن موعدًا.
  • سيجد الطلاب الذين قيل لهم باستمرار “عمل رائع!” في كثير من الأحيان صعوبةً في إدارة النقد البناء أو الآراء القاسية.

اختيار كلماتنا بحذر

إذًا، كيف نتجاوز هذه السيناريوهات بعد أن أنشأناها؟ سأقترح بعض الأفكار البديلة التي تمكّن الراعيين البالغين من تحقيق نتائج إيجابية:

  • بدلاً من قول: “أنت مميز”، ماذا لو قلنا: “لديك مواهب فريدة يمكن أن تكون مفيدة للغاية عندما ترى الصورة الكبيرة. يمكنك لعب دور مهم في الفريق“.
  • بدلاً من قول: “أنت ذكي”، ماذا لو قلنا: “أحب مدى صعوبة عملك على هذه المسألة. ستكون هذه الإستراتيجية وأخلاقيات العمل مفيدةً في العمل يومًا ما“.
  • بدلاً من قول: “أنتِ جميلة”، ماذا لو قلنا: “هل تعرفين ما هو الأكثر جاذبيةً بالنسبة لكِ؟ إنه تعاطفكِ مع الآخرين، والطريقة التي تهتمين بها. هذا جميل“.
  • بدلاً من القول دائمًا: “عمل رائع”، ماذا لو قللنا من استخدام كلمة “رائع” في الأوقات التي تكون فيها رائعة حقًا. بعد ذلك، عندما يحين وقت تقديم تعليقات نهائية قوية، يمكن القول: “أنا أقدم لك هذه التعليقات لأن لدي توقعات كبيرة منك وأعلم أنه يمكنك الوصول إليها“.

عقلية النمو

وفقًا لعالم النفس كارول دوويك Carol Dweck؛ عندما نغير كلماتنا لتأييد المتغيرات الموجودة في سيطرة طالبنا، فإننا ننقلها من “عقلية ثابتة” إلى “عقلية النمو“. يتطلب هذا منا مديح الجهد بدلًا من الذكاء، والصفات بدلًا من الجمال الخارجي، والقيمة والتفرد بدلًا من التفوق؛ والتعبير عن إيماننا بهم بدلًا من استخدام الغلو في مدحنا لهم.

التقيت مؤخرًا طالبًا جامعيًا سابقًا كنت موجهه قبل سنوات، عمره الآن واحد وخمسون عامًا. شكرني على تأثيري عليه، لكن أكثر ما أحببته كان تعليقه على ذاكرة محددة؛ فقد قال: “لقد شجعتني دائمًا في المجالات التي يمكنني تغييرها. جعلني هذا أرغب في أن أصبح أفضل”.

أفرحني ذلك، وجعلني أرغب في أن أصبح أفضل.


ترجمة: رأفت فيّاض.

كاتب المقال الأصلي: تيم إلمور Tim Elmore؛ مؤسس ورئيس منظمة Growing Leaders، وهي منظمة دولية غير ربحية أُنشِئت لتطوير القادة الناشئين.

المصدر.

ما تقييمك لهذا الموضوع؟

كتب بواسطة رأفت فياض

مهندس مدني؛ مهتم بالليبرالية وعلوم الاقتصاد؛ مؤمن بأن حقوق المجتمعات والجماعات تأتي من حقوق الأفراد المستقلين لأن كل فرد جماعة مستقلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليم العمومي وهيمنة الدولة

ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز تهاجم الرأسمالية وتستمتع بمنتجاتها!