معظم النصائح المهنية التي يتلقاها الشباب اليوم سيئة للغاية. ينصح الطالب الأمريكي بأن يقترض مبالغ كبيرة من الاقساط الطلابية (بمتوسط 35 ألف دولار) للحصول على شهادة جامعية ومن ثم التقدم الى الكثير الوظائف في العديد من الشركات المختلفة، وقضاء كل وقتهم محاولين التأكد من أن السيرة الذاتية CV الخاصة بهم مصاغة بطريقة مناسبة.
يمضي الطالب سنوات دراسته في الجامعة بدون تحقيق شيء فيما يتعلق بالدراسة النظرية وتطوير المهارات ليجد نفسه بعد اذ ضمن مجموعة من الخريجين المتنافسين في سوق العمل.
لقد كنتُ محظوظا بما فيه الكفاية لتجنب معظم هذا. تركت الجامعة في وقت مبكر ولم يصدف ان التقيت شخصا يحاول اقناعي بمجموعة نصائح رتيبة وتقليدية حول كيفية الحصول على عمل.
خلال السنوات القليلة الماضية، اكتشفت بعض الأشياء البسيطة التي ستساعدك كطالب على الحصول على فرص أكثر مما تظن.
بمجرد الاطلاع على مجموعة النصائح هذه، ستبدأ في التفكير بطريقة مختلفة، لتغير حياتك إلى الافضل. ليس فقط فيما يتعلق بالحصول على وظيفة عادية، بل لتكون قادرا على التحكم اكثر في نوع عملك المستقبلي وزمنه ومكانه.
-
لست بحاجة إلى سيرة ذاتية، بل لأن تكون في موقع ذا قيمة مميزة
معظم المتقدمين لعمل يحاولون تركيز الاهتمام حول أنفسهم فقط سواء كان الامر يتعلق بمهاراتهم، اهتماماتهم، إنجازاتهم، أو أهدافهم. وهم لا يقومون أبدا بسؤال أنفسهم السؤال الوحيد المهم ألا وهو “كيف يمكنني تقديم منفعة لصاحب العمل هذا؟ ما الذي يحتاجه صاحب العمل ويدفعه لأن يبرم عقد عمل معي؟”
فكر في شخصين يتقدمان لوظيفة ما. يمتلك الشخص A سيرة ذاتية تسرد إنجازاته الأكاديمية، التدريب الذي خضع له، وبعض “المهارات” المهنية.
الشخص B لديه شيء مختلف، فهو يقضي بضع ساعات في التفكير بما يريد القيام به للشركة المعنية وكيف يمكن أن يقدم نفعًا مميزة لها.
على سبيل المثال، سيقوم بإعداد قائمة تتضمن الأمور التي يمكن تقديمها للشركة المعنية والتي سوف تجعل من وجوده مهما وذا قيمة في هذه الشركة خلال أول 30 يوم عمل وبالتالي سيعطي سببا وجيها لإستلام الراتب الذي سيقاضاه من الشركة.
من برأيك سوف يكون مؤهلا للوظيفة اكثر؟
في ما يلي نموذج بسيط لمفهوم المنفعة المقدمة والذي بإمكانك تعديله تبعا لأهدافك الخاصة.
-
هل سبق وفكرت بأن تعمل بشكل مجاني؟
معظم الشباب مهووسون بالحصول على راتب جيد بعد تخرجهم مباشرة .وهم ما يزالون عديمي الخبرة تقريبا. على الرغم من قلة الخبرة، فإن أحد الأشياء الوحيدة المتنافس عليها في سوق العمل هو معدل الرواتب.
عندما انسحبت من الكلية، اكتشفت أنني أستطيع الحصول على الكثير من الفرص التي كان من الممكن ألا تكون متاحة لي وذلك و ببساطة عن طريق القيام بالعمل المطلوب مجانًا لمدة شهر أو شهرين حتى أتمكن من إثبات أنني أستحق العمل بشكل مأجور.
إذا كنت خائفًا من التعرض للاستغلال، فإليك الأمر: أرباب العمل خائفون أيضًا. إنهم مرعوبون من توظيف الشخص الخطأ الذي سوف يكلفهم عشرات الآلاف من الدولارات في الوقت الضائع والنفقات التي يسببها توظيف شخص خاطئ، وقد يكون من الصعب حقا طرده.
العمل بشكل مستقل أو حر كخطوة أولى. هو طريقة سهلة للدخول في سوق العمل. ما عليك سوى تعيين مدة تسمح لهم بالتعرف إليك بشكل أفضل وبالتالي الثقة بك. بعد إثبات أهميتك ستحص على الأجر المناسب. يمكن لهذا أن يضمن لك إلى حد كبير فرصة الحصول على العمل المنشود مقارنة بخريجي الجامعات الاخرين.
-
يجب أن تبحث خارج المعارض الوظيفية للكلية أو كما تسمى بأسواق التوظيف.
في كثير من الأحيان أفضل الفرص وأكثرها سهولة تأتي من شركات لن تراها أبدا تقوم بمعرض توظيف تقليدي. والحقيقة هي أن معظم الشركات لا تستطيع تحمل نفقات الوقت والمال الذي تكلّفه حملات التوظيف المقامة داخل الحرم الجامعي. حيث يتقدم الطلاب إلى الفرص نفسها، وبالتالي تصبح هذه الفرص تنافسية للغاية.
يمكنك تجنب كل هذا عن طريق التقدم إلى واحدة من عشرات الآلاف من الشركات الصغيرة والناشئة في جميع أنحاء البلاد. والسبب الآخر للقيام بذلك هو أنه في الشركات الصغيرة، ستحصل على فرصة التعرف عن كثب إلى المالك والفريق التنفيذي. التفاعل معهم بانتظام ورؤية كيف يقومون بعملهم والذي له دور كبير في تطوير المهارات وبناء شبكة مهنية.
-
اختر الأشخاص، وليس الشركات
بدلاً من البحث عن أعرق العلامات التجارية للتقدم إليها، ليكن اهتمامك منصبا على الشخص الذي ستعمل معه. فرصة للعمل مع مؤسس أو رئيس تنفيذي لشركة صغيرة مجهولة سيساعدك على تطوير مهاراتك بشكل أسرع مقارنة بالعمل مع شخص ذو رتبة ثانوية في إحدى الشركات الكبرى .
أنت تتعلم من الأفراد وهذا سوف يدفعك إلى الحصول على فرص أكبر وأفضل. عندما بدأتُ مسيرتي المهنية، كنت محظوظَا بالعمل مع عدد من رواد الأعمال الناجحين الذين لعبوا أدوارًا هائلة في تقدمي كمحترف. أنا ببساطة لم أكن لأستطيع الحصول على هذا لو كنت قد اتخذت مسارًا مهنيًا تقليديًا.
-
لست بحاجة إلى معرفة ما تريد القيام به في الحياة الآن
أخيرًا، لا تتوتر كثيرا. إن عملك الأول الذي تحصل عليه لن يكون الأخير ولن يحد من خياراتك المستقبلية في الحياة. يجب أن يكون هدفك هو الحصول على خبرة في سوق العمل الحقيقي وتطوير مهاراتك. هذا هو الأمر المهم.
أفضل طريقة لتعلم ما تريد القيام به هو الخروج والبدء في البحث عن عمل. من خلال هذه العملية، ستبدأ في مشاهدة ما يثير إهتمامك وما لا ينجح، وما تجيده وما لا تجيده، وأين يجتمعان.
الحياة لن تكافئ من يتبع نهجا تقليديا، بل ستكافئ اولئك الذين يقفزون حول هذه المسارات التقليدية ويدخلون مجالات وصناعات متعددة ومتنوعة طوال حياتهم المهنية. فكن واحدا منهم.
- ترجمة: شذى ديبو
- تدقيق لغوي: شهاب البرقاوي