in ,

العادات العشر للأشخاص المنطقيين

أن تصبح شخصاً منطقيًا ليس فقط مسألة حفظ وتطبيق للمعادلات والصيغ أو معرفة الفرق بين القياس المنطقي الصحيح والخاطئ. بل إنه ينطوي على تنمية عادات ومهارات فكرية، وإن كانت تبدو بسيطة وواضحة، فإنها لا تتحقق إلا بعد سنوات من الكفاح والتعلم.

العادات العشر للأشخاص المنطقيين

في كتابه “أن تكون منطقيًا: دليل التفكير الجيد“، وضع أستاذ الفلسفة دينيس كيو ماكنيرني العادات العشرة التالية التي يجب على الناس أن ينموها من أجل التفكير بوضوح وفعالية:

هم يقظون

يقول ماكنيرني: “إن العديد من الأخطاء في التفكير تفسرها حقيقة أننا لا نولي اهتماما كافيا للحالة التي نجد أنفسنا فيها”. إذن فالشخص المنطقي يدرب نفسه على الاهتمام دائما بالتفاصيل، حتى في الحالات المألوفة، خشية أن يصدر حكما طائشًا.

يصلون إلى الحقائق

“إذا كانت حقيقة ما شيئاً موجودًا بالفعل لدينا القدرة على الوصول إليه، فإن أفضل طريقة لإثبات واقعيتها هي وضع أنفسنا في وجودها. هكذا يكون لدينا دليل مباشر عليها. وإذا لم نتمكن من إثبات هذه الواقعية من خلال أدلة مباشرة، فإنه يجب علينا أن نختبر بدقة مصداقية وموثوقية أي دليل غير مباشر نعرضه، بحيث يمكننا، استنادا إلى تلك الأدلة، أن نثبت بثقة واقعية الأمر “.

يتأكدون من أن أفكارهم واضحة

أفكارنا هي الوسائل التي تفهم بها عقولنا العالم الموضوعي. الأفكار الواضحة تعكس هذا العالم بصدق، في حين أن الأفكار غير الواضحة تعطينا نظرة محرّفة للعالم. الشخص المنطقي يختبر باستمرار أفكاره للتأكد من أنها تصوّر بدقة أهدافها.

يدركون أصول الأفكار

الشخص المنطقي يعرف أياً من أفكاره تقوم على أشياء توجد بالفعل في العالم. فهو يعرف، على سبيل المثال، أن فكرته عن “القط” تتطابق مع الأشياء المعروفة في العالم الموضوعي باسم “القطط”. وكمثال على هذا، يوجد العديد من الأشخاص الذين يعتقدون أنه كانت توجد في القرن التاسع بابا أنثى للكنيسة الكاثوليكية تدعى جوان. ولكنهم إن أمضوا وقتا في النظر في مصدر تلك الفكرة، فإنهم سيجدون أنها تعتبر من قبل المؤرخين القديرين مجرد أسطورة.

يربطون الأفكار بالحقائق

يقول ماكنيرني: “لمنع فكرتي من أن تكون نتاجا للذاتانية البحتة، بحيث لا يمكن إيصالها للآخرين، يجب أن أتطرق باستمرار إلى مختلف الحقائق في العالم الموضوعي التي ولدت منها هذه الفكرة”. من السهل القيام بهذا مع الأفكار التي لديها توافق بسيط مع أشياء في العالم خارج عقولنا (على سبيل المثال فكرتي عن “القط” تشير إلى قط فعلي). لكن من الصعب أن نفعل هذا، كما يعلم الجميع، مع أفكار أكثر تعقيدا مثل الرأسمالية والاشتراكية، أو المحافظة والليبرالية. ولكي تظل هذه الأفكار سليمة، يجب أن ترتبط على الدوام وتكون مدعومة بالحقائق التي يمكن الوصول إليها من قبل الجميع.

يربطون الكلمات بالأفكار

يمكننا فقط إيصال أفكارنا للآخرين إن استخدمنا كلمات تنقل تلك الأفكار بدقة. ولكن العثور على الكلمات المناسبة يمكن أن يكون صعبا. عندما تواجهنا صعوبة، علينا العودة إلى المصدر:

“كيف نضمن أن تكون كلماتنا مناسبة للأفكار التي تسعى إلى نقلها؟ هذه العملية هي في الأساس نفس العملية التي نتبعها عند تأكيد وضوح وصحة أفكارنا: يجب أن نعود إلى مصادر الأفكار. في كثير من الأحيان لا يمكننا أن نجد الكلمات الصحيحة لتعبير عن فكرة لأنه لم يكن لدينا فهم راسخ للفكرة نفسها. عادة، عندما نوضّح الفكرة عن طريق مقارنتها بمصدرها في العالم الموضوعي، فإن الكلمة الصحيحة للتعبير عنها ستتبادر إلى أذهاننا”.

يتواصلون بشكل فعال

المنطق يعني في نهاية المطاف تحديد ما إذا كانت الأقوال صحيحة أو خاطئة. إذا كان على الآخرين أن يعرفوا بدقة حقيقة قول ما، فإنه يجب أن يتم إيصالها إليهم بطريقة واضحة.

يقدم ماكنيرني الإرشادات التالية للتواصل الواضح:
– لا تفترض أن مستمعيك يفهمون معاني كلامك إذا لم تجعلها صريحة.
– تحدث بجمل كاملة.
– لا تعامل العبارات التقييمية (مثل “هذا العمل الفني قبيح”) كما لو أنها حقائق موضوعية.
– وجّه لهجتك مباشرة إلى مستمعيك.

تجنب اللهجة الغامضة والمبهمة

اللهجة الغامضة والمبهمة تميل إلى أن تحوم حول أفكار متعددة بدلا من أن يكون لها معنى ثابت محدد. يستخدم الشخص المنطقي لغة دقيقة بحيث يعرف المستمع بالضبط عما يتحدث ويكون بإمكانه تقييم حقيقة ادعاءاته بشكل كاف. وإذا أشار إلى مصطلحات أكثر تعقيدا مثل “الحرية” أو “المساواة”، فإنه يتأكد من عرض مفهومه الخاص لتلك المصطلحات بشكل واضح.

يتجنبون اللهجة المراوغة

“المشكلة مع اللهجة المراوغة، اللهجة التي لا تشير مباشرة إلى ما يوجد في ذهن المتكلم أو الكاتب، ذات شقين. أولا، من البديهي أنه بالإمكان خداع المستمعين. ثانيا، وهذا أهم، بإمكان هذه اللهجة أن تكون ذات تأثير ضار على من يستخدمها، وأن تشوه إحساسهم بالواقع. المتكلّم يشكّل اللغة، ولكن اللغة تشكّل المتكلّم أيضًا. وإذا استعملنا باستمرار لغة تحرّف الواقع، سيكون ممكنًا في نهاية المطاف أن نصدّق خطاباتنا الملتوية”.

يسعون للوصول إلى حقيقة الأشياء

الغرض من المنطق، وفقا لماكينرني، ​​هو الوصول إلى حقيقة الأشياء. ويوضح أن هناك شكلين أساسيين للحقيقة: الحقيقة “الأنطولوجية”: ما هو موجود فعلا وله وجود واقعي؛ والحقيقة “المنطقية”، حقيقة الأقوال. في نهاية المطاف، يذكرنا ماكينرني: “ما الذي يحدد حقيقة أو زيف قول هو ما يوجد فعلا في العالم الحقيقي. الحقيقة المنطقية، بعبارة أخرى، تقوم على الحقيقة الأنطولوجية “.

وبالتالي، فإن الشخص المنطقي الحقيقي يحافظ على منطقه متجذرًا في الحقيقة، ولا يسمح له أبدا بأن يتحول إلى خدعة لفظية.

وندرلاست، ترجمة: شهاب البرقاوي

المقال الأصلي من تأليف دانيال لاتيه

ما تقييمك لهذا الموضوع؟

27 Points
Upvote Downvote

كتب بواسطة شهاب البرقاوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المجاعة تتعلق بالحرية، وليس بالطعام فقط

الدليل الأمثل لمعالجة الملل