in ,

اقتباسات فريديريك نيتشه

تعني الدولةُ أكثرَ الغِيلان الفظيعة الباردة برودة؛ كذبًا باردًا يكذب هذا الغولُ أيضًا، وتخرج كذبته تلك زاحفةً من فمه :”أنا الشعب”.

“إرادة المساواة” هذا ما سيغدو من الآن فصاعدًا اسمًا للفضيلة، وضدَّ كل ذي قوة سنرفع صوتنا… أيها الداعون إلى المساواة، إن الجنون الغاشم للعجز هو الذي يصرخ من خلالكم مطالبًا بالمساواة: هكذا تتنكر رغباتُ الاستبداد الأكثر خفاء في دواخلكم تحت عبارات الفضيلة.

أي إخوتي!
أين يكمن الخطر الأكبر الذي يهدد كل المستقبل البشري؟ أليس لدى الصالحين والعادلين؟
-لدى مَن يقولون ويحثّون من صميم القلب: “إننا نعرف ما هو صالح وعادل، وهو كائنٌ فينا، فالويل إذن للذين ما زالوا يبحثون”.
ومهما بلغت مضار الأشرار، فإن ضرر أهل الصلاح يظل أشد الأضرار.
على أهل الصلاح أن يصلبوا الذي يبتدع قضيته الخاصة… إنها الحقيقة.
أما الثاني؛ مَن اكتشف أن موطنهم: أرضٌ وقلبٌ وموطنُ الصالحين والعادلين، فهو الذي سأل: “على من يحقدون أشد الحقد؟”
على المبدع يحقدون أشد الحقد؛ مَن يحطم ألواحًا وقيمًا قديمة؛ المدمر الذي يسمونه مجرمًا.
فأهل الصلاح لا يستطيعون إبداعًا: إنهم بداية النهاية دومًا:
-يصلبون كل من يكتب قيمًا جديدة على ألواح جديدة، ويضحون بالمستقبل من أجل أنفسهم، إنهم يصلبون مستقبل الإنسانية بكليته. أهل الصلاح كانوا بداية النهاية دومًا.

إنك تشرب كثيرًا من ماء البحر، ذلك ما تشفيه فصاحتك المالحة… حقًا، وإنك لتتناول غذاءَك من موقع سطحي جدًا بالنسبة لكلب أعماق.
إنني لأرى فيك في أفضل الأحوال متكلمَ بطن من قاع الأرض: وكلما استمعت إلى كلام شياطين مزبدة ومدمرة، وجدتها شبيهة بك: مالحةً وكاذبة ومسطحة؛ لديكم كلكم دراية بالزعيق وذر الرماد في العيون… أنتم أفضل المتشدقين وقد تعلمتم بما فيه الكفاية فنَّ تحويل الأوحال إلى طبيخ فائر.
حيثما كنتم لا بد أن تكون هناك على الدوام أوحالٌ قريبة منكم، والكثير من الأشياء اللاسفنجية والمغارية والضيقة، وكلها تريد الخروج إلى فضاء الحرية.
كلكم تحبذون الزعيق بـ “الحرية”؛ لكنني انقطعت عن الاعتقاد في “الأحداث العظام” مُذ أصبح يتعالى من حولها دخانٌ وصراخ كثير.

ولتعترف بهذه الحقيقة؛ شيء قليل كان يحدث دومًا بعد أن ينقشع صخبك ودخانك. و أي أهمية يا ترى لمدينة قد تحولت إلى مومياء وعمود منطرح في الأوحال.

مثلك هي الدولة؛ كلبٌ منافقٌ، ومثلك أنت؛ يعجبها هي أيضًا أن تتكلم زعيقًا ودخانا كي تبعث على الاعتقاد، مثلك أنت؛ زعمًا أن كلامها طالع من أعماق الأشياء.
ذلك أنها تريد أن تكون الحيوان الأكثر أهمية على وجه الأرض على الإطلاق… تلك الدولة، وقد صدقها الناس في ذلك أيضًا.

– فريديريك نيتشه انتقادًا للثوريين.

من هو فريدريك نيتشه؟

ما تقييمك لهذا الموضوع؟

كتب بواسطة فريق وندرلاست

مشروع يعمل على الدفاع عن أفكار ومبادئ الحرية، ويشجع على العمل والإنتاج والتحصيل المعرفي البنّاء. نحنُ نُقدم مرجعا معرفيا ينمو باستمرار، يشمل مواد ومقالات عن الحرية الفردية والملكية الخاصة، السوق الحرة وأخلاقيات السلم وعدم الاعتداء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقتباسات فيودور دوستويفسكي

مراجعة كتاب: الحب السائل – زيجمونت باومان