in ,

11 اختراعا سومريا غيرت العالم

هل فكرت في اختراع شيءٍ فكرته رائعة بشكل استثنائي؟ هل تريد أن تصبح مكتشفًا مشهورًا يمكنه تحويل المجتمع للأفضل؟ إذا كانت إجابتك نعم، تشبث إذًا! لست وحدك، إذ تولد الابتكارات التكنولوجية كل يوم تقريبًا.

مما يعني وجود مجموعة من الاحتمالات التي يمكنك استكشافها والخروج منها ببعض الابتكارات الرائعة. من المؤكد أن الناس في العصور القديمة اعتبروا هذا فرصةً، ولم يبنوا شيئًا فقط، إنما نجحوا أيضًا في كل ما اكتشفوه.

يدين العالم حقًا بعدد لا يحصى من الاكتشافات لحضارةٍ قديمةٍ، لقد قدمت العجائب حقًا وقد غيرت مساهماتها العالم نحو الأفضل.

اليوم، يتمتع الناس بثمار اختراعاتها المذهلة، سنتحدث اليوم عن إحدى هذه الحضارات التي هي حضارات بلاد ما بين النهرين – الاختراعات السومرية.

عُرِف السومريون ببعض الاختراعات المذهلة

كان السومريون أول حضارة من بلاد ما بين النهرين عاشوا في دول مدينة مسورة مستقلة، عُرِفوا بأنهم أغنياء ومبدعون للغاية، ولديهم ثقافة متنوعة تشمل الزراعة والتجارة والموسيقى.

اُعد الكتابة أحد اختراعات السومريين الهامة، فقد اخترعوا شكلًا من أشكال التواصل يُسمّى الصور التوضيحية، تطورت هذه الصور والنقوش على الصخور أو الحجر إلى نظام للكتابة يُدعى الكتابة المسمارية.

كان لنظام الكتابة السومري هذا نمط للكتابة من الأعلى إلى الأسفل، وقد تغير لاحقًا ليصبح من اليسار إلى اليمين. ومنذ عام 2800 قبل الميلاد، بدأ استخدام الصوتيات أيضًا. حسنًا، كانت تلك مجرد البداية حيث كان هناك العديد من الاختراعات السومرية المذهلة التي ظهرت في الحياة واحدًا تلو الآخر.

ماذا عن معرفة هذه الاكتشافات السومرية المذهلة واحدًا تلو الآخر؟ هيا بنا نبدأ!

تصنيع النحاس

مصدر الصورة: BabelStone/Wikimedia Commons

عُرِف أن السومريين هم أول من استخدم النحاس – أقدم المعادن غير الثمينة. تشير الأدلة الأثرية إلى أنهم امتلكوا مهارة استخراج النحاس والعمل به منذ نحو 5000 إلى 6000 عام مضت.

من خلال تطوير مهارة تصنيع النحاس، فقد ساعدوا في مدن بلاد ما بين النهرين نموًا كبيرًا من مثل أورك، وسومر، وأور، والعُبيد. استخدم السومريون النحاس في صناعة رؤوس السهام، والأمواس، والرماح، والعديد من الأشياء الصغيرة الأخرى.

لاحقًا، بدؤوا أيضًا في صناعة الأواني، والأزاميل، والأباريق النحاسية. وتكشف هذه الأشياء براعة السومريين الممتازة.

اليوم، وصل تصنيع النحاس إلى مستوىً آخر، لكن السومريين هم الذين بدؤوا هذه العملية.

التوقيت

بالتأكيد كان العالم يدرك نظام النهار والليل، ولكن مرة أخرى، كان السومريون أول من قسّم مرور الوقت. لقد قدموا الأسابيع والأشهر والسنوات إلى العالم.

قام السومريون بالحساب الفلكي في نظام قاعدته 60 (النظام الستيني)، وقُبِل عملهم وقُدِّر في جميع أنحاء أوراسيا.

العجلة

مصدر الصورة: tuchodi/Flickr

قد تعتقد أن العجلة اختراع بدائي، ولكن الحقيقة مختلفة بعض الشيء! اختُرِعت العجلة بالفعل في وقتٍ لاحقٍ نسبيًا من تاريخ البشرية، نحو 3500 قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين.

خلال هذا العصر البرونزي، كان الناس قد بدؤوا بالفعل في زراعة المحاصيل، ورعي الحيوانات الداجنة، وكان لديهم شكلٌ من أشكال التسلسل الهرمي الاجتماعي. وكان السومريون أول من استخدم الخشب كعجلات.

لقد ضمّوا القطع الخشبية معًا ودحرجوها بطريقةٍ سهّلت نقل الأشياء الثقيلة. تدريجيًا، ومن خلال مراقبة الحركة، تقدموا خطوةً أخرى إلى الأمام من خلال حفر ثقب في إطار العربة أثناء إنشاء مكان للمحور.

في النهاية، وصلوا العجلات لتشكيل عربة. اليوم، تلبي هذه العجلة أنظمة النقل المنتشرة في جميع أنحاء العالم.

نظام العد

يُعدّ نظام العد الستيني اختراعًا مهمًا آخرًا للسومريين، نشأ هذا النظام في الألفية الثالثة قبل الميلاد، ونُقِل إلى البابليين القدماء إلى جانب الأمم الأخرى.

السبب وراء هذا الاختراع كان الحاجة الماسة للاحتفاظ بسجلات الحصاد التجاري. تدريجيًا، بدؤوا في استخدام أقماع الطين الصغيرة للدلالة على رقم واحد.

وبالمثل، تدل الكرة على الرقم عشرة، والمخروط الطيني الكبير على الرقم ستين. لقد توصلوا أيضًا إلى نموذج المعداد الأولي وطوروا نظامًا رقميًا يعتمد على الرقم 60. حيث حُسِبت الأرقام على 5 أصابع في يد و12 عقلة أصبع في اليد الأخرى.

الكتابة المسمارية

المصدر: Jastrow /Wikimedia Commons

النص المسماري ليس قديمًا فقط، بل هو أقدم أشكال الكتابة في العالم، وقد استخدمه السومريون لأول مرة عام 3400 قبل الميلاد. هنا، يُضغط المرقم (قلم ذو رأس دقيق) في طين ناعم وينتج عنه أسلوب كتابي على شكل إسفين.

تمثل هذه الانطباعات علامات الكلمات التي استخدموها للاحتفاظ بسجل لكل شيء، لقد بدأت بالصور المسمارية وتغيرت لاحقًا إلى تسجيلات صوتية أو مفاهيم كلمة.

استُخدِم النص المسماري لأكثر من ثلاثة آلاف من السنين حتى أدخل العصر الروماني أشكالًا أبجدية.

المراكب الشراعية

اخترع السومريون المراكب الشراعية منذ نحو 5000 سنة نتيجة الحاجة، إذ أرادوا المساعدة لتوسيع شؤونهم التجارية.

لذلك، لتسهيل التنقل على المياه، توصلوا إلى مراكب شراعية خفيفة الوزن مصنوعة من الخشب والبردي. كان للمركب تصميم بسيط، وكانت الأشرعة مربعة الشكل ومنسوجة من القماش.

لم تكن هذه المراكب الشراعية مفيدة في التجارة والتجارة فحسب، بل أثبتت أيضًا أنها ذات فائدة كبيرة في الري وصيد الأسماك. تُعتبر المراكب أحد الاختراعات المهمة التي ساعدت حقًا في جعل حضارة بلاد ما بين النهرين إمبراطوريةً عظيمةً.

الأسلحة

المصدر: © BrokenSphere/Wikimedia Commons

يُعتقد بأن السومريين كانوا رواد الأسلحة القديمة، رغم أن الحضارات المجاورة هزمتهم. استُخدِمت الأسلحة التي اخترعوها بسبب المواقف الشبيهة بالحرب المستمرة بين دول مدينة سومر لسنواتٍ بعد ذلك.

أثبتت بعض الاختراعات أنها ذات فائدة كبيرة، وتتضمن الأسلحةُ العربات، والسيوف المنجلية، والفؤوس البرونزية المجوفة التي تطورت تدريجيًا إلى فؤوس خارقة.

المَلَكيّة

بدأت الملكيات الأولى نحو عام 3000 قبل الميلاد في سومر كما في مصر. احتاجت أرض ذوي الرؤوس السوداء، أي سومر، حاكمًا يحكم مختلف الأشخاص الذين يعيشون فيها.

في وقتٍ سابقٍ، حكم الكهنة هذه الولايات، ولكن لم توجد سلطة شرعية. مما أدى إلى زيادة مفهوم الملكية، وكان الحاكم في وضع مسيطر في كلٍّ من الحكم وخدمة الأجيال اللاحقة التي استطونت الولايات السومرية.

التقويم القمري

يُعتقَد بأن السومريين كانوا أول من وضع التقويم القمري. يستند هذا التقويم تمامًا على تكرار الأطوار القمرية، مما يعني أن أطوار القمر قد استُخدِمت لحساب 12 شهرًا.

لاحظ السومريون فصلين وهما الصيف والشتاء، وأجريت طقوس الزواج المقدسة في رأس السنة الجديدة. لقد استخدموا مراحل القمر لحساب 12 شهرًا قمريًا واعتبروها سنةً واحدة.

ولتعويض الفرق بين هذه السنة وسنة الفصول، أضافوا شهرًا إضافيًا إلى كل عام بعد أربع سنوات.

الجزء الأفضل هو أن هذا التقويم القمري لا يزال يُستخدَم بين بعض الجماعات الدينية اليوم.

قانون أور-نامو

(يمكن الاطلاع على نص القانون كاملًا في الفيديو)

كُتِب أقدم قانون باقٍ في نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد على ألواح من الطين باللغة السومرية، يُعطي هذا القانون نظرةً حول كيف سادت العدالة في المجتمع السومري القديم.

بعض القواعد المتبعة بموجب قانون أور-نامو:

  • يُقتَل الرجل إذا ارتكب جريمة قتل.
  • يُقتَل الرجل إذا ارتكب عملية سطو.
  • يجب أن يُسجن الرجل ويُطلب منه دفع 15 شيكلًا من الفضة إذا ارتكب عملية اختطاف.
  • إذا تزوج العبد من عبدة، وإذا أطلق سراح العبد، فلا يترك المنزل.
  • إذا تزوج العبد من مواطنة، فعليه تقديم ابنه الأول إلى مالكه.

الألعاب اللوحية

المصدر: BabelStone/Wikimedia Commons

اللعبة الملكية المُسمّاة أور أو لعبة العشرين مربع هي نسخة سومرية من لعبة لوحية من بلاد ما بين النهرين القديمة التي كانت موجودة نحو عام 2500 قبل الميلاد،  أوجد بقاياها السير ليونارد وولي خلال عشرينيات القرن العشرين.

لا يزال بإمكانك العثور على إحدى اللوحتين في المتحف البريطاني في لندن، وتُعرف بأنها إحدى أقدم ألعاب الطاولة وأكثرها شعبيةً، ويمكن لعبها من قِبل شخصين فقط.

القواعد الأصلية لهذه اللعبة غير معروفة، لكن أعاد بعض المؤرخين بناءها وفقًا للوح المسماري.

أليست هذه الاختراعات السومرية مذهلة؟

في الواقع، هي كذلك! بعد كل شيء، كان للسومريين نباهة وفهم لاحتياجات الناس حتى قبل ظهور الحضارات الأخرى.

لقد منحونا أشياء تحولت إلى الضرورات الأساسية اليومية. أيًّا كان ما اكتشفوه، فقد أثبت كلّ اختراع أنه ذو أهمية وكان يخدم العالم حتى اليوم، حتى بعد سنوات عديدة جدًا.

المصدر

ما تقييمك لهذا الموضوع؟

25 Points
Upvote Downvote

كتب بواسطة رأفت فياض

مهندس مدني؛ مهتم بالليبرالية وعلوم الاقتصاد؛ مؤمن بأن حقوق المجتمعات والجماعات تأتي من حقوق الأفراد المستقلين لأن كل فرد جماعة مستقلة.

تعليقين

أترك تعليقاً
  1. معلومات مهمة ولطيفة ولو دعمت بالصور لكانت أكثر تأثيرا وفائدة
    تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فريديريك هايك: محاضرة جائزة نوبل لعام 1974

الجذور الاقتصادية للربيع العربي