قالو لنا: “أحِبَّ قريبك”.
فلنفرض أنني أحببته، ما الذي يترتب على ذلك؟ يترتب عليه أن أشطر معطفي شطرين فأعطيه أحدهما فنصبح كلانا عاريين نصف عري، وفقًا لما يقوله المثل الروسي: “من طارد أرنبين في آن معًا لن يدرك أي منهما ذلك”.
أما العلمُ يقول: أحب نفسك قبل سائر الناس، لأن كل شيء في العالم قائم على المنفعة الشخصية، فإذا لم تحب إلا نفسك صرّفت شؤونك على نحو ما يجب أن تصرفها وتدبرت أمورك كما ينبغي أن تدبرها، فبقي معطفك كاملًا سليمًا غيرَ مُمزَّق، وتضيف الحقيقة الاقتصادية إلى ذلك أنه كلما ازداد وجود الثروات الفردية في المجتمع، أي كلما كبر عدد المعاطف الكاملة، ازدادت الأسسُ التي يقوم عليها المجتمع متانةً وصلابةً، وازدادت ثروة المجتمع. معنى هذا هو أنني حين أجني خيرًا لنفسي وحدي، فإنما أُحصِّل في الوقت عينه خيرًا لجميع الناس، فينشأ عن ذلك أن قريبي سينال عندئذ أكثر من نصف معطف، ولا يتم ذلك عندئذ بكرم فردي، بل يتم نتيجةً لرخاء عام ورفاهية شاملة.
لا تطلب الطبيعة إذنك ولا تهتم برغباتك وبما إذا كنت تحب قوانينها أم لا. أنت مجبر على قبولها كما هي، وبالتالي قبول كل نتائجها أيضًا.